الوقف والابتداء
الوقف:
لغة: الحبس والكف.
اصطلاحاً: قطع الصوت على الكلمة القرآنية زمناً يتنفس فيه القارئ عادةً بنية استئناف القراءة ويأتي الوقف في رؤوس الآيات وأواسطها ولا بد معه من التنفس، ولا يأتي في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسماً فلا يصح الوقف على: ( أين ) من قوله تعالى: ( أينما يوجهه ) لاتصاله رسماً.
حكم الوقف /
الوقف جائز ما لم يوجد ما يوجبه أو يمنعه.
أي لا يوجد في القرآن وقف واجب يأثم القارئ بتركه، ولا وقف حرام يأثم بفعله، وإنما يرجع وجوب الوقف وتحريمهما إلى ما يترتب على الوقف والابتداء من إيضاح المعنى المراد.
قال ابن الجزري:
وليس في القرآن من وقف واجب ولا حــــــــرام غير ماله سبب
فإن كان الوصل يغير المعنى وجب الوقف وإن كان الوقف يغير المعنى وجب الوصل.
أقسام الوقف:
1) اختباري:
أن يقف القارئ على كلمة ليست محلاً للوقف عادة، لأجل الاختبار أو التعليم.
مثال ( الأيدي ) فإنه يقف على هذه الكلمة بالإثبات.
مثال ( الأيد ) يقف على هذه الكلمة بالحذف.
مثال ( امرأت ) يقف على هذه الكلمة بالتاء المفتوحة.
مثال ( امرأة ) يقف على هذه الكلمة بالتاء المربوطة.
حكمه: جواز الوقف على أي كلمة مادام المقام في التعليم أو الاختبار على أن يعود إلى ما وقف عليه فيصله بما بعده إن صلح ذلك، وإلا فبما قبله مما يصلح الابتداء به.
2 ) اختياري:
أن يقف القارئ على الكلمة باختياره من غير شيء يلجئه إلى الوقف، وينقسم إلى أربعة أقسام:
أ ) الوقف التام: ( المختار )
هو الوقف على ما تم معناه، ولم يتعلق بما بعده لا لفظاً ولا معنى.
مواضعه/
رؤوس الآيات عند انقضاء القصص، قبل انتهاء الآية أو وسط الآية تبعاً للمعنى.
حكمه/ يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده.
مثال:
( مالك يوم الدين ) تام.
( قل هو الله أحد ) تام.
( ألا بعداً لعادٍ قوم هود * إلى ثمود ) تام.
ب ) الوقف الجائز ( الكاف ):
هو الوقف على ما تم معناه في نفسه وتعلق بما بعده معنى لا لفظاً.
حكمه / يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده.
أمثلة:
- ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ) كاف.
جميع نهاية الآيات من سور التكوير والانفطار والانشقاق والجن والمدثر كلها من الوقف الكافي إلا في آيتين أو ثلاث.
جـ ) الوقف الحسن ( المفهوم ):
هو الوقف على ما تم معناه في ذاته وتعلق بما بعده لفظاً ومعنى.
( بسم الله [* هنا الوقف حسن] الرحمن الرحيم ).
( يأيها الناس اعبدوا ربكم [* هنا الوقف حسن] الذي خلقكم ).
( تثير الأرض [* هنا الوقف حسن] ولا تسقي الحرث ).
حكمه/ يحسن الوقف عليه و الابتداء بما بعده إذا كان الموقوف عليه رأس آية، أما ماعدا ذلك فلا يجوز الابتداء بما بعده.
د) الوقف القبيح المتروك:
هو الوقف على ما تعلق بما بعده لفظاً ومعنى ولم يتم في ذاته.
مثال/
( لا تقربوا الصلاة [* هنا الوقف قبيح] وأنتم سكارى).
( شهد الله أنه لا إله [* هنا الوقف قبيح] إلا هو ).
حكمه/ لا يجوز الوقف عليه والابتداء بما بعده، ويأثم من تعمد ذلك.
3 ) الوقف الاضطراري:
هو أن يقف القارئ مضطراً غير مختار بسبب أمر طارئ كضيق نفس أو عطاس أو نسيان وغيره.
حكمه/ يجوز بسبب الضرورة، ولكن إذا كان الموقوف عليه مما لا يصح الوقف عليه فيجب على القارئ الابتداء بما قبله.
4) الوقف الانتظاري:
هو الوقف على الآية القرآنية بقصد إستيفاء أوجه القراءات.
حكمه/ يجوز في مقام التعليم وعرض القراءة على الشيخ.
الابتداء
الابتداء نوعان:
1 ) ابتداء حسن، وهو الذي يجوز الابتداء به، وهو الابتداء بكلام مستقل في المعنى بحيث لا يتغير ما أراده الله تعالى.
2 ) ابتداء قبيح، وهو الذي لا يجوز الابتداء به وهو الابتداء بكلام يفسد المعنى أو يغيره .
مثال:
( عزير ابن الله ). ابتداء قبيح
( يد الله مغلولة). ابتداء قبيح
مهارات في (أوجه الابتداء وأوجه ما بين السورتين)
هذا الموضوع يتعلق بالاستعاذة و البسملة أول السورة و وسطها
* أوجه الابتداء:
إذا بدأ القارئ في قراءة أول سورة من سور القرآن غير سورة التوبة فله أربعة أوجه:
1) قطع الجميع: أي في حالة قراءته يفصل الاستعاذة عن البسملة عن أول السورة.
2) وصل الجميع: أي وصل الاستعاذة بالبسملة بأول السورة .
3) قطع الأول ووصل الثاني بالثالث : أي أن تقف على الاستعاذة ثم تصل البسملة بأول السورة
4) وصل الأول بالثاني وقطع الثالث : أي وصل الاستعاذة بالبسملة ثم الوقوف وقطعهما عن أول السورة .
أما إذا ابتدأ القارئ قراءة أول سورة براءة فله وجهان :
1) قطع الجميع : أن يقف على الاستعاذة ثم فصلها عن أول السورة بدون بسملة .
2) وصل الجميع : أن يصل الاستعاذة بأول السورة بدون بسملة.
وإذا كان القارئ مبتدأ قراءته بآية من وسط السورة غير سورة براءة فله حالتان:
1) أن يأتي بالبسملة فله حينئذ أن يأتي بالأربعة أوجه السابقة.
2) أن لا يأتي بالبسملة فله وجهان :
أ ) قطع الاستعاذة عن أول الآية المبتدأ بها.
ب ) وصل الاستعاذة بأول الآية المبتدأ بها.
أما إذا كان القارئ مبتدأ بآية من وسط سورة التوبة فللعلماء فيها قولان :
القول الأول: عدم الإتيان بالبسملة لأنها منعت في الأول وعلى هذا القول يجوز للقارئ وجهان :
1 ) قطع الاستعاذة عن أول الآية المبتدأ بها.
2 ) وصل الاستعاذة بأول الآية المبتدأ بها.
القول الثاني: الإتيان بالبسملة في وسط سورة التوبة وعلى هذا القول يجوز للقارئ الأربعة الأوجه السابقة.
* أوجه ما بين السورتين:
- إذا كان القارئ يريد أن يصل آخر سورة يقرؤها بالتي بعدها غير سورة التوبة فله ثلاثة أوجه:
1) قطع الجميع: أن يقطع آخر السورة عن البسملة عن أول السورة المبتدأ بها.
2) قطع الأول ووصل الثاني بالثالث: أن يقف على آخر السورة ويصل البسملة بأول السورة المبتدأ بها.
3) وصل الجميع: وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة المبتدأ بها.
· أما الوجه الوهمي ( الذي يوهم أن البسملة آية من آخر السورة ) وهذا الوجه ممتنع:
وهو أن يصل القارئ آخر السورة بالبسملة ويقف على البسملة.
- أما إذا وصل القارئ آخر سورة الأنفال بأول سورة التوبة فله ثلاثة أوجه:
1) القطع: وهو الوقف على آخر الأنفال مع التنفس ثم يبدأ بسورة التوبة بدون بسملة.
2) السكت: وهو الوقف على آخر الأنفال لمدة يسيرة بدون تنفس ثم يبدأ بسورة التوبة دون بسملة.
3) الوصل: وهو وصل آخر الأنفال بأول التوبة وبدون بسملة.